الاثنين، 20 فبراير 2012

الحب الاعمى ..


11:17 PM

    الحب الأعمى
    حيث لم يكن على الارض بشر بعد كانت الفضائل والرذائل ..تطوف العالم معاً..وتشعر بالملل الشديد ..ذات يوم وكحل لمشكلة الملل المستعصية اقترح الإبداع.. لعبة .واسماها الاستغماية ..أحب الجميع الفكرة ..وصرخ الجنون :اريد أن ابدأ.. أريد أن ابدأ... أنا من سيغمض عينيه ..ويبدأ العد ..وانتم عليكم مباشرة الاختفاء ..ثم انه اتكأ بمرفقيه..على شجرة وبدأ .واحد..اثنين ..ثلاثة ..وبدأت الرذائل والفضائل بالاختباء ..وجدت الرقة مكاناً لنفسها فوق القمر ..وأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة ..دلف الولع بين الغيوم ..ومضى الشوق إلى باطن الأرض ..الكذب قال بصوت عال :سأخفي نفسي تحت الحجارة ز.ثم توجه لقاع البحيرة ..واستمر الجنون ..تسعة وسبعون ..ثمانون ..واحد وثمانون ...خلال ذلك أتمت الفضائل والرذائل تخَفيها ..ما عدا الحب ..كعادته ..لم يكن صاحب القرار ..وبالتالي لم يقرر أين يختبئ ..وهذا غير مفاجئ لأحد..فنحن نعرف كم هو صعب إخفاء الحب ..تابع الجنون :خمسة وتسعون....سبعة وتسعون ....وعندما وصل الجنون في تعداده إلى مائة :قفز الحب وسط أجمة من الورد ...واختفى بداخلها ...فتح الجنون عينيه..وبدأ البحث صائحاً :انا آتٍ إليكم..كان الكسل أول من انكشف..لأنه لم يبذل جهده في إخفاء نفسه ..ثم ظهرت الرقة المختفية في القمر..وبعدها ..خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس ..وأشار على الشوق أن يرجع من باطن الأرض ..وجدهم الجنون جميعاً "..واحداً بعد الآخر..ما عدا الحب..كاد يصاب بالإحباط واليأس ..وحين بحث الجنون عن الحب ..اقترب منه الحسد وهمس في أذنه :الحب مختف في شجيرة الورد..التقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح..وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش ..ولم يتوقف ألا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب ..ظهر الحب.وهو يحجب عينيه بيديه..والدم يقطر من بين أصابعه صاح الجنون نادماً:يا إلهي ماذا فعلت ؟؟...ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر؟..أجابه الحب :لن تستطيع إعادة النظر لي...لكن لا زال هناك ما تستطيع فعله لأجلي...كن دليلي...وهذا ما حصل من يومها...يمضي الحب الأعمى ...يقوده الجنون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق